تلعب القدوة دوراً مهماً في واقعنا ومستقبلنا كأفراد، ويختلف تأثير القدوة باختلاف المرحلة العمرية، فيبدأ تأثرنا بمن نقتدي به من مرحلة التمييز ويستمر يقوى حتى يبلغ أشده في مرحلة المراهقة، ثم يبدأ بالضعف التدريجي.
وتأثرنا بالقدوة قد يكون بشخصيات تعيش معنا في الواقع كمن يقتدي بوالده أو معلمه أو صديقه، أو من يقتدي بلاعب أو فنان يراه ويعيش معه، وقد تكون قدوتنا أشخاصاً لم نرهم وإنما وصلتنا سيرهم وتأثرنا بهم كمن يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بأصحابه - رضي الله عنهم- أو بالنوابغ في الأدب والعلم.. وفي المراحل العمرية الأولى من حياتنا نميل إلى الاقتداء بالأحياء ولكن مع تقدم العمر وازدياد التجارب وحدوث النضج العقلي والعاطفي والنفسي يبدأ الاقتداء بالأحياء يبهت وينطفئ ويحل محله الاقتداء بذوي الهمم العالية والنوابغ ممن سبقونا ولم نرهم وإنما وصلتنا سيرهم.. وقد تتعدد صور القدوة فنقتدي بأحدهم في الإخلاص ونقتدي بآخر في التضحية وبآخر في الصبر وهكذا.. وقديماً قالوا: «من شابه أباه فما ظلم»، ولولا أنه جعل أباه قدوة له لما عمل على التشبه به. ولا عجب أن تسأل أحدهم: من قدوتك؟ فيرد عليكبعد أن يقطب جبينه ويسكت برهة لست أدري!!
أخيراً..
قل لي من قدوتك أقل لك من أنت.
راشد بن ظافر الدوسري