يقول الله تعالى « يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»
مع هذا الانفتاح في وصول وبث المعلومة أصابت كثيراً من أفراد المجتمع غاشية على عيونهم وأحيانا على قلوبهم، وأصبحوا يتلهفون للحصول على المعلومة أيا كان مصدرها دون النظر أو التثبت في صدقيتها.. بل ربما يقتنعون بها ويؤمنون بمحتواها إيمانا تاما دون محاولة منهم للتعرف على حقيقة ما تحتويه، بل ربما يتمادى البعض منهم في غيه فيعمل على نقل تلك المعلومة أيضا ما يجعل من ضرره ضررين، ويحيل الشر إلى شرين أيضا.
ولعل هذا التناقل السريع للمعلومة بفضل التقدم في التكنولوجيا الحديثة والتناغم المتسارع في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص حقق للبشرية «على الأقل في مجتمعاتنا العربية» حدين أحدهما إيجابي يتمثل في سرعة انتشار المعلومة والاستثمار الصحيح لهذه التقنيات الحديثة، ومنها ما يرتبط بالحد السلبي من هذا النمو التقني والمتمثل في التناقل «الآثم» للمعلومة غير الصحيحة وما تحدثه من شرخ اجتماعي أو ضرر اقتصادي أو تدهور سياسي، وهو ما لمسناه في بعض الأحيان في المجتمعات العربية..
وبما أنّ التركيز في هذه الزاوية على المجال الاقتصادي، ولما يحدثه بث وتناقل المعلومة غير الصحيحة أو غير المتثبت من دقتها من أضرار اقتصادية تعود على الفرد والمجتمع والاقتصاد الوطني أحياناً بضرر كبير، فإنني أتطلع إلى أن تقوم الجهات المعنية بجهود إيجابية في مسألة التوعية والتثقيف للاستخدام الصحيح لهذه التقنيات إضافة إلى إصدار أنظمة وتشريعات ترتبط بذلك، وتساهم على المستوى المحلي في خفض قضية بث ونقل المعلومة غير الصحيحة، أو غير الدقيقة أيضاً في كافة المجالات السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية أيضاً.
ولما لمسألة بث وإعادة بث المعلومة من ضرر شرعي أيضاً- عقوبة دينية.. فإنني أطالب الجهات المعنية بالقضية الدينية في مجتمعنا ورجال الدين والدعاة بتسليط المزيد من الضوء على خطورة وضرر التلاعب بالمعلومة والتساهل في بثها، ذلك أنّه يندرج ضمن محاسبة الفرد عن لسانه واستخدامات التقنية الحديثة أصبحت ألسنة البشرية حادة أيضاً.. فهل نلمس نمواً في الوعي باستخدامات هذه التقنية يماثل النمو والتطور في الصناعة التقنية نفسها؟
وهل نتعرض قريباً لمزيد من الجهود التوعوية والتثقيفية من كافة الأطراف المعنية بمثل هذه القضية.. والرأي لكم.
د.عبدالعزيز بن علي المقوشي
نقلآ عن جريدة الرياض